مئات الأفارقة يتظاهرون في باريس ضد مشروع قانون يشدد سياسة الهجرة
مئات الأفارقة يتظاهرون في باريس ضد مشروع قانون يشدد سياسة الهجرة
خرج مئات المهاجرين الأفارقة إلى شوارع باريس، السبت، للاحتجاج على مشروع قانون جديد يشدد سياسة الهجرة ويسهل عمليات الترحيل.
وتجمع المتظاهرون في ساحة شاتو روج شمال العاصمة، وكانوا يرددون شعارات "فلنشرّع كل المهاجرين غير الشرعيين والعمل بدون وثائق معاناة للأفارقة" وحملوا لافتات كتب عليها "ضد القمع والاعتقال والترحيل! من أجل سياسة هجرة مضيافة"، وفق وكالة "سبوتنيك".
ونظمت المظاهرة منظمات فرنسية غير حكومية وعدد من نقابات العمال الأجنبية.
ونص مشروع القانون الفرنسي الجديد بشأن اللجوء والهجرة، الذي قدم في أوائل فبراير، على تدابير لتسهيل طرد الأجانب "الجانحين"، وإعادة تنظيم هيكلي لنظام اللجوء، وآلية لدمج بعض العمال غير المسجلين.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين إن هذا هو "أصعب" قانون بشأن الهجرة قدمته الحكومة الفرنسية على الإطلاق.
الهجرة غير الشرعية
وتعد قضية الهجرة غير الشرعية واحدة من أبرز القضايا التي تؤرق المجتمع الدولي بشكل عام والأوروبيين بشكل خاص، وتعد اليونان وإيطاليا وإسبانيا من نقاط الدخول الرئيسية إلى دول الاتحاد الأوروبي للمهاجرين الذين ينطلقون من دول شمال إفريقيا، وخاصة من المغرب والجزائر وتونس وليبيا والقادمين من جنوب الصحراء، حيث ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية.
وتتوقع دول البحر المتوسط الواقعة على الطرق الرئيسية للهجرة إلى أوروبا، زيادة عدد المهاجرين إليها بالتزامن مع أزمات الاقتصاد والطاقة والأمن الغذائي الناجمة عن حرب أوكرانيا بموجة هجرة جديدة، خاصة من إفريقيا والشرق الأوسط، بخلاف تداعيات التغيرات المناخية.
وارتفعت حالات دخول المهاجرين بشكل غير شرعي إلى الاتحاد الأوروبي في 2022 بنسبة 64 بالمئة على ما كانت عليه قبل عام، وبلغت أعلى مستوى منذ 2016، حسب أحدث بيانات نشرتها وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس).
وقالت الوكالة في بيان، إنه تم تسجيل 330 ألف دخول غير شرعي في 2022 مقابل 123318 في عام 2021، جاء 45 منها من طريق البلقان، وتضاعف عدد المواطنين السوريين الذين تشملهم هذه الحالات ليبلغ 94 ألف شخص، وفق فرانس برس.
وأوضحت فرونتكس أن "هذه هي السنة الثانية على التوالي التي تشهد زيادة حادة في حالات الدخول غير النظامي"، مضيفة أن السوريين والأفغان والتونسيين شكلوا معا 47 بالمئة من هذه الحالات في 2022.
زيادة عدد المهاجرين
وعلى طريق غرب البلقان سجل 145 ألفا و600 عبور، بزيادة نسبتها 136 بالمئة بالمقارنة مع العام السابق.
وتجاوز عدد حالات عبور وسط البحر الأبيض المتوسط ثاني أهم طرق الهجرة غير الشرعية، الـ100 ألف بزيادة نسبتها أكثر من 50 بالمئة.
وتشكل النساء 10 بالمئة من هؤلاء المتسللين، والقاصرون نحو 9 بالمئة.
ومع ذلك ما زالت الأعداد الإجمالية أقل بكثير من مثيلتها في عام 2015 عندما وصل أكثر من مليون مهاجر إلى الدول الخمس فرارا من الفقر والصراعات في إفريقيا والشرق الأوسط.